-
-
-
روح المنهج
– معيار يعير هذه المعارف بالنظر في ”مضامينها” و ”محتوياتها” العلمية أو العملية.
– معيار يعير هذه المعارف بالنظر في ”آليات بنائها” و ”وجوه تقريرها” الاستدلالية أو التداولية.
إن كان هذان المعياران متكاملين وغير متدافعين فإن الثابت عقلا أن المعارف المبنية و المقررة بآليات ووجوه “مشروعة” و ”مسلم بحجيتها” تعد أقوم وأثمن من تلك المعارف التي تتبنى وتقبل، فقط، بسبب ما تتضمنه وتحتويه من أحكام ومن معان لا تكون لا صادمة ولا معارضة لما سبق للمتنبي اعتقاده والعمل به .
إن النظر في المعارف بالتركيز على ”آليات بنائها” و ”وجوه تقريرها”، في أفق ”تبين” و ”بيان” طابع هذه المعارف ”العقلاني” ومن ثمة ”الملزم”، بدرجة ما من درجات الإلزام، نظر ”منهجي” في المعرفة بصفة عامة، ونظر ”منهجي علمي” في المعرفة بصفة خاصة.
-
روح الموسيقى
روح الموسيقى بقلم أكيرا ميزوباياشي … كم مرّة، إلى الآن، سمع هذا الموتيف الباسم المتألّق؟ في تلك العودة الملحّة، وتلك الرّغبة في تطريز الشّكل نفسه إلى ما لا نهاية، كانت تُستشعَرُ الرّابطةُ الرّاسخةُ بين المؤلّف ولحنه الصّغير المرح، مثل الارتباط الوجداني اللا مشروط الذي يجمعنا بأغنية تعلّمناها في طفولتنا، فظلّت تنبض في أعماقنا حيّةً، مثل نبع ماءٍ لا ينضبُ، نبعٍ يظلّ متأهّباً لينفجر في أيّ لحظة من لحظات عمرنا، من الطّفولة النّاعمة وحتّى الشّيخوخة المتقدّمة.
-
روزا لوكسمبورغ تتحدث
روزا لوكسمبورغ تتحدث بقلم ماري أليس واترز … كرّست روزا لوكسمبورغ حياتها، منذ بداية وعيها السياسي كتلميذة في وارسو وحتى اغتيالها عام 1919 في برلين، كل طاقاتها وقدراتها الهائلة إلى جانب تميّزها الفكري لتحقيق هدف الثورة الاشتراكية العالمية. وأدركت، بصفتها امرأة عمليّة، أن المخاطر الكبيرة التي تواجه الإنسانية تضعها على المحك، لذلك كرّست نفسها كلياً من أجل هذه المعركة التاريخية العظيمة… لا يمكن أن يُقدَّم لها أي تكريم أكثر صدقاً من القول: “كانت روزا لوكسمبورغ ثورية بكل كيانها، وهي واحدة من أعظم الأشخاص الذين أنجبتهم البشرية على الإطلاق”.ماري أليس واترز”بالنسبة لنا ستبقى روزا لوكسمبورغ نسراً، ولن يخلّد الشيوعيون في العالم أجمع ذكراها وحسب، بل ستكون سيرتها الذاتية وأعمالها الكاملة الدليل المفيد في تدريب العديد من أجيال الشيوعية حول العالم”.فلاديمير إيليتش لينين”لم نعتبر لوكسمبورغ مجرد مناضلة اشتراكية بولونية قادت الحركة العمالية الألمانية. كلا، لقد كانت في صلب حركة البروليتاريا العالمية التي نرتبط بها جميعاً بصِلة روحية سرمدية. وحتى آخر رمق في حياتها لم تكن ابنة أمّة واحدة… بل ابنة الأممية!” ليون تروتسكي #كتاب روزا لوكسمبورغ تتحدث #تحرير_وتقديم : ماري أليس واترز #ترجمة : عزّة حسون
-
-
سجين في قصره
سجين في قصره بقلم ويل باردينورير … صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت الترجمة العربية لكتاب: «The Prisoner in His Palace: Saddam Hussein, His American Guards, and What History Leaves Unsaid, by Will Bardenwerper» جاء الكتاب بعنوان «سجين في قصره» وهو من تأليف ويلّ باردينورير وترجمة بسام شيحا ومراجعة وتحرير مركز التعريب والبرمجة. في هذا الكتاب يقدم الصحافي الأميركي في صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست ويلّ باردينوربر صورة مقرّبة عن الرئيس المعزول صدام حسين، صورة مفاجِئَةً لا يمكن فهمها إلا بعد سبر غور شخصيته التي قام بها الجنود الإثني عشر الذين أوكلت إليهم مهمة حراسته. إنهم يروون قصة الأشهرُ الأخيرة التي أمضوها مع الرئيس صدام حسين يحرسونه داخل قصره ويرافقونه إلى مقر محاكمته والأيام والساعات التي سبقت إعدامه. قصص من يومياتهم معه تنم عن التغيير الذي طرأ على الطريقة التي ينظرون من خلالها إلى العدل والعدالة، يتحدثون عن محادثاتهم الغريبة مع الرئيس السابق مرهوب الجانب. صحيح أن تلك المحادثات لم تجعلهم يعتقدون أنه غير مسؤول عن كثير من الأمور الفظيعة التي تنسب إليه، ولكنها جعلتهم يكتشفون جوانب في شخصيته غير تلك التي يسلّط الإعلام الضوء عليها. لم يعرف السوبر اثنا عشر أبداً صدام القاسي، وإنما صدام السجين الكهل. وكانوا يعتقدون أنهم يفعلون الصواب بتوفير بعض الكرامة لوجوده. ذلك الصدّام الذي كانوا يجهدون لإرضائه كان رجلاً لا يمكن للعراقيين، الذين جلسوا قبالته في ظروف أخرى حين كان في السلطة، أن يتخيَّلوه. يستند هذا الكتاب إلى معلومات صرّح بها حراس صدام الأميركيون، ومسؤولون حكوميون، ومحققون ومحامون، وكلها تُجمع على أنه شخص متفكر، وذكي، وعطوف، وأبي لم يهب الإعدام الذي كان على بعد خطوات منه.
-
-
سر الرومي : سيرة شاعر الحب الصوفي جلال الدين الرومي
الحب يغلب trump الكراهية”.. رسالة نسمعها اليوم كثيراً، وهي ليست لمجرد التلاعب اللفظي أو التورية التي تتضمنها كلمة ترامب trump المماثلة لاسم رئيسنا الجديد، يقول الكاتب الأميركي براد غوش، مؤلف كتاب (سر الرومي: حياة شاعر الحب الصوفي)، وهو سيرة حياة جلال الدين محمد الرومي، من القرن الثالث عشر. ويبدو ذلك وكأن الملايين منا قد استيقظوا فجأةً على الخطر المخيف المتمثل في بلد تستولي عليه الكراهية ونحن نثبُ على أقدامنا لنصدَّ تلك الموجة المقيتة، ونؤكد إنسانيتنا المشتركة. ويبدو الأمر وكأننا بحاجة لفعل شيءٍ ما إذا ما أردنا تجاوز هذه الأوقات العصيبة. ولقد عاش الشاعر المسلم الصوفي جلال الدين الرومي (1207 ــ 1273) أيضاً في أوقات كهذه. فقد أنزلت جيوش جنكيز خان المغولي الخراب كلياً في موطن الرومي في أواسط آسيا. فكان لاجئاً ومهاجراً. لكنه لم يعبر الحدود الجغرافية فقط بل وحدود السلوك التقليدي. وكان، وهو يعيش في مجتمعٍ تراتبي على نحوٍ متصلب، يرفع من شأن الفقراء وغير المتعلمين. وصادقَ مسيحيين ويهوداً. واحترم النساء لذواتهن. والأشهرمن ذلك، أن حبه غير التقليدي لرجل آخر (شمس التبريزي، معلمه الروحي ) صار إلهاماً لشعره ورسالته الروحية عن الحب. حين بدأ براد غوش البحث في حياة الرومي، لم يكن يتصور أبداً بالضبط مدى ما ستكون عليه علاقة عمله هذا بوقتنا الراهن. لكن ما إن انغمر في مشروعه هذا ــ وقد تعلم الفارسية بما يكفي ليستخدم ترجماته هو لشعر الرومي في الكتاب ــ حتى أصبح واضحاً أن حياة شاعر القرن الثالث عشر هذا تنطوي على الكثير مما يعلّمنا من الأمور المتعلقة بكيفية اجتياز أوقات الاضطراب العصيبة بسلوك طريق الحب، وليس الكراهية.