-
-
الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم
إن المشكلة التي خلفها وراءه الدكتور كمال الصليبي لا تكمن في محتوى نظريته بالدرجة الأولى، بل في المنهج غير التاريخي الذي طبقه على مسألة تاريخية هي غاية الحساسية، ذلك أن المقولات غير المدعمة علمياً تصدر عن مؤرخ مرموق يمكن أن تقود إلى مزالق ومتاهات أكثر مما توصل إلى حقائق تساهم في النهضة التي يشهدها علم التاريخ وعلم الآثار اليوم في هذه المنطقة من العالم. وقد ساعدت هذه المقولات بالفعل بعض المؤلفين المتأثرين بالدكتور الصليبي على تجاهل المنهج التاريخي لصالح التبرير والرؤية الانفعالية والإيديولوجية لأحداث التاريخ.
إن ما يلي من صفحات هذا الكتاب هو علمي هادىء يستند إلى الحقائق التاريخية والآثارية في مقابل المنهج اللغوي والأحادي لكمال الصليبي وهي مقابل المواقف الإنفعالية والإيديولوجية التي يصدر عنها آخرون. ويتوجب عليّ أن ألفت نظر القارىء الكريم، منذ البداية، إلى أن التوكيد على منطقة فلسطين كمسرح للحدث التوراتي لا يتضمن الإقرار بتاريخية هذا الحدث، ذلك أن محرري التوراة الذين عكفوا على تدوين أسفاره منذ أواخر القرن السادس قبل الميلاد، كانوا يهدفون إلى التأصيل للديانة اليهودية التي أخذت ملامحها بالتوضح عقب عودة بقية سبي يهوذا من بابل، وابتكار جذور للمعتقد التوراتي تضرب في تاريخ فلسطين القديم.
-
الحدث الجانح ؛ الخصائص والتقويم الشامل ومتطلبات التأهيل ومحاوره
يقدّم هذا الكتاب منظوراً تكاملياً حديثاً لفهم خصائص جنوح الأحداث واحتياجاتهم الرعائية والتأهيلية. وهو منظور يطرح فلسفة في الرعاية تتحوّل من العقاب والوصمة الاجتماعية إلى التأهيل والتمكين واستعادة الاعتبار الإنساني والتصالح مع الذات والأسرة والمجتمع، واكتساب الأهلية الاجتماعية.
يتكوّن هذا العمل من ثلاثة أقسام تتكامل فيما بينها، يعرض أولها لفئات جنوح الأحداث وخصائص كل منها ومدى حاجتها إلى التأهيل والتمكين. ويعرض القسم الثاني لأبعاد عماد التقويم الشامل لوضع الحدث في مشكلاته وإمكاناته وصولاً إلى تكوين الملف الذي يشكّل مرتكز وضع السياسة الرعائية الخاصة به، ويعرض القسم الثالث لأساليب الرعاية وبرامجها التي تعالج المشكلات وتطلق طاقات النماء والانغراس الاجتماعي.
-
الحرب الصليبية الثانية: حرب الغرب المستعرة مجددا ضد الإسلام
يحاول الكتاب الحالي فهم مصادر المشاعر المعادية للإسلام، ويكشف أن ثلاث حروب من الألفية الماضية – الحروب الصليبية، والحرب الباردة، والحرب على الإرهاب – ما زالت مستعرة، وما زالت تهيمن على طريقة تفكير الغرب.
نعم، دارت عجلة التاريخ، أنبعث الإسلام من جديد، ومن جديد أضحى مستهدفاً، اليوم، يتراءى للغرب أنه منخرط في حرب لا هوادة فيها – حرب الخير ضد الشر؛ حرب الدفاع عن مصير الحضارة الغربية ضد الإجتياح الإسلامي ديموغرافياً وثقافياً من الداخل، وضد إقامة الخلافة الإسلامية بالقوة من الخارج؛ حرب يرى أنها، في نهاية المطاف، تحدد ماهية وجوهر الحضارة الغربية في حقبة “ما بعد – بعد – الحرب الباردة”.
-
-
الحركات السلفية في المغرب : بحث أنثروبولوجي سوسيولوجي
يسهم هذا الكتاب / الأطروحة، في مشروع تفكيك الميكانيزمات التي تسمح بتكوين المنحى السلفي في المغرب (1971-2004).
وفي تحديد للمفهوم المركزي، في هذه الدراسة؛ أي مفهوم السلفية، يرى الباحث أن هذا المفهوم يدل على نزعة احتجاجية على التطورات التي طرأت على مستويين من مستويات الدين: العقائدي والتعبدي؛ فعلى المستوى العقائدي، تهتم النزعة السلفية بعملية إعادة تقنين الدين، هادفة إلى الترشيد الميتافيزيقي والأخلاقي للعقائد المعيشة؛ وعلى المستوى التعبدي، تهتم النزعة السلفية بعملية إعادة تقنين الشعائر الدينية، بتوحيد نماذجها، وكلماتها، وإشاراتها، وإجراءاتها، لكي يحافظ الدين على النشاط الشعائري الأصلي في مواجهة البدع المستجدة.
وقد أدرج الباحث فصول كتابه في قسمين، في القسم الأول، درس السلفية باعتبارها أيديولوجية دينية، حيث عمد إلى تفكيك الجهاز الأيديولوجي للخطاب السلفي، وبسط ما يحتويه من رموز ومعانٍ، ثم اكتشاف نوع البراديغم الذي يشكِّل الناظم الداخلي للعقيدة السلفية. وفي القسم الثاني بدا اهتمامه بالمواقف الملموسة للسلفيين المغاربة، وذلك من خلال وصف مكثّف للممارسات التي يكشفها الواقع. كما سعى في هذا القسم إلى تحقيق قيمة إثنوغرافية مضافة، من خلال المعطيات التي نجح في جمعها عن طريق البحث الميداني.
وقد خلص الباحث إلى تسجيل جملة نتائج هامة، من أبرزها: (1) ما شهدته الحركات السلفية، موضوع الدراسة، من موجات انشطارية، أفضت إلى العديد من الاتجاهات، التي يصل الاختلاف بينها إلى حدّ التناقض؛ (2) وأن التيار الغالب، الأكثر انتشاراً بين السلفية المغربية، هو تيار ما يعرف بـِ “السلفية التقليدية” الذي يركّز على قضية تصحيح الاعتقاد، ومسائل العبادات، ويليه تيار “السلفية العلمية” الذي يعتمد إحياء التراث وتحقيقه، وتكوين نخبة علمية سلفي -
-
الحضارات السامية المبكرة
الحضارات السامية المبكرة بقلم خزعل الماجدي … يشرح هذا الكتاب، من خلال علم الساميات، تاريخ الشعوب السامية وأصولها الحضارية ومناقشة المشكلة السامية وأصل مصطلح السامية، ثم التعريف باللغات السامية وأنواعها وصفاتها والتعريف بالكتابات السامية المختلفة، بخطوط مختلفة سواء كانت مسمارية مقطعية أو أبجدية، ثم نظريات أصل الساميين وحضاراتهم ومناقشتها. ويمضي الكتاب، في نظرة خاصة وجديدة، الى جذور ظهور الساميين في العصر الحجري النحاسي في الالف السادس قبل الميلاد في وادي الرافدين واعلانهم هذا العصر الجديد الذي ظهر فيه الانقلاب الذكوري واستخدام المعادن وظهور المدن والمعابد وهو ما انتقل الى الشعوب المجاورة، فحفز ظهور الشعوب الهندو – أوربية والقوقازية والتركية وجعلهم يدخلون العصر الحجري النحاسي ولتبدأ هجراتهم الواسعة وهو ماقاد الى ظهور الحضارات الكبرى مع بداية العصور التاريخية. ويتابع المؤلف نظريته هذه بالتطبيق ومتابعة جذور نشأة الساميين وتشكيلهم للحضارات المبكرة في وادي الرافدين والشام ثم في المشرق كله. يعتبر هذا الكتاب مغامرة في حقله لانه يخالف الكثير من البديهيات السائدة ويطرح بدائل جديدة لها. ويحاول ان يفتح طريقاً جديداً في الدراسات السامية التي استسلمت لكثير من البديهيات القديمة والتي لم يتم تجاوزها، رغم وفرة حقائق جديدة تدعو لذلك التجاوز، وهو ما حصل في هذا الكتاب.
-
الحضارة الآشورية 2/1
الحضارة الآشورية واحدة من أعظم حضارات التاريخ القديم، ونكاد نقول إنها الأعظم حين يكون الحديث عن حضارة إمبراطورية. لكنها، تحت تضخيم حجة توسعها الشاسع وقسوتها المفرطة، نالتها سهام النقد ومعاول التهديم فشوهوها، ثم نالها الإهمال والتهميش، بعد أن قضت عليها تحالفات مريبة، وجاء ذلك الإهمال والنسيان، في الماضي والحاضر، مقصوداً وحاولوا غمط منجزاتها وعظمتها التي كانت أعلى من الجميع ذات يوم.
يرى الكتاب أن هذه الحضارة تعرضت لمؤامرة إقليمية بشعة قامت بإسقاطها، ثم دفنها وقتل شعبها أو تهجيره وأسره وتشريده وطمر مدنه تحت التراب، ونهب منجزاته الحضارية وإحالتها للدول والشعوب المتآمرة عليها آنذاك. وقد استثمرت هذه المؤامرة البروباغاندا السلبية الشائعة ضد جبروت وطغيان الإمبراطورية الآشورية من أجل التستر على جريمة الإبادة والنهب التي مارستها هي ضدها. حين وصف (هاري ساغز) الحضارة الآشورية ب (العظمة إلى أقصاها)، فقد كان يشير، بوضوح، إلى قمة عظيمة من قمم حضارات وادي الرافدين والشرق الأدنى القديم والعالم القديم كله. فهي الحضارة التي اجتمعت فيها خلاصات عصرها الذي امتد لما يقرب من ألفي سنة متواصلة، لكنها استطاعت في القرون الثلاثة الأخيرة من تاريخها (العصر الآشوري الحديث) أن ترتفع بأجنحة آشور إلى الأعالي وتطير فوق البلدان والحضارات مجسدة، لأول مرة، في تاريخ الإمبراطوريات نمطاً إدارياً نوعياً محكماً من الإمبراطوريات الذي قلدته كل الإمبراطوريات بعدها.
يتناول الجزء الأول من كتاب الحضارة الآشورية، عشرة فصول تبدأ بفصل تمهيدي عن آشور وعلم وعلماء الآشوريولوجي، وتناول الفصول المتبقية عناصر الحضارة الآشورية: الجغرافية والتاريخية والسياسية والقانونية والعسكرية والمدنية والاقتصادية وعناصر اللغة والكتابة والأدب والفكر، والعناصر الاجتماعية. ثم تكمل عناصر الحضارة الآشورية في الجزء الثاني.