-
العدالة الجنائية الدولية والسيادة الوطنية: بالإشارة إلى الحالة العربية
يعَدّ الحق في الحياة والعيش بكرامة من أقدس حقوق الإنسان قبل تدوينها، الأمر الذي فرض على الإنسانية البحث عن سبل السلام العالمي، وإقرار قواعد العدالة والإنصاف في ما بين الجماعات والأفراد زمن السلم وزمن الحرب. ولما كانت الحروب مشروعة، فإن تاريخ العدالة الجنائية الدولية يثبت لنا وعي الإنسانية بخطورتها على الكرامة الإنسانية.
ليست العدالة تصورًا فلسفيًا عقلانيًا لمفهوم الخير العام، أو بناءً نظريًا صيغَ في قوالب صلبة اتّخذت شكل مبادئ وقواعد قانونية، أو حتى أيديولوجيا ثأرية ولو باسم القانون المعلّب؛ فالعدالة تتجاوز حتى فكرة المساواة – العدالة العمياء – رغم التقاطعات القيمية بينهما. العدالة إذًا، رديف لقيمة الحق؛ فمن دون الحق في الكرامة والدمقراطية وحقوق الإنسان، تبقى العدالة كقيمة معطلة.
يأتي هذا الكتاب، ليقدم مسحًا كرونولوجيًا لمسار العدالة الدولية في شقها الجنائي، كمحاولة للتشخيص والوقوف عند أهم المحطات والأفكار المؤثرة والدَّالة على متغيَّر العدالة الجنائية الدولية بالإشارة إلى الحالة العربية. يسعى الكتاب، وفق منهج نقدي تحليلي، إلى استنطاق النصوص الاتفاقية الدولية في علاقتها بطبيعة النظام الدولي معياريًا وموضوعيًا، لاستجلاء عناصر التقاطع والتناقض البادية والكامنة في ثنايا براديغم القانون الدولي والسيادة القضائية للدول؛ فالقانون كظاهرة اجتماعية، وعند مقاربته علميًا، لا بديل من استحضار مختلف المدخلات والعوامل والسياقات المؤثرة في إنتاج قواعده.
-
العرب ظاهرة صوتية
في لهجة تحذيرية، ومن خلال أسلوب نقدي صارخ يتقدم عبد الله القصيمي من الأمة العربية بخطاب يجذرها فيه من منهاجها الفكري وسلوكها الحياتي الذي يجعلها تابعة دائماً لا متبوعة، فهي تنام على أمجادها وتراثها، متناسية أنه لا بد لها من صحوة فكرية، تنال عقول أفرادها وهممهم وتجعلهم في عداد الأمم المتطورة التي تبحث في المستقبليات وذلك بما يتعلق بالبشرية عموماً وبذاتها خصوصاً في نهضة علمية ثقافية تشمل جميع وجوه الحياة.
-
-
العرب والغصن الذهبي: إعادة بناء الأسطورة العربية
يفتح هذا الكتاب أمام القارئ العربي آفاقاً في قراءة تراثه الأدبي. فهو إذا يقرأ قصة ثمود، من خلال ما كتبه عنها الإخباريون والقصاص والمفسرون، فإنه يعيد قراءة تاريخها فيقوم بخطوتين في اتجاهين متعاكسين: خطوة أولى هي ترميم تاريخ ثمود وتخليصه من الأسطورة، وخطوة ثانية هي ترميم أسطورة ثمود وتخليصها من التاريخ.
ما يريده هذا الكتاب هو أن يضع أسطورة ثمود العربية القديمة أو قصتها، بوصفها أحد الرموز التأسيسية الكبرى للثقافة العربية منذ أقدم عصورها حتى اليوم، في سياق الفهم الحديث للأسطورة كما تناولتها المدارس النقدية الحديثة. إذ لم تعد الأسطورة هي الحديث الوهمي الكاذب أو الباطل، بل كشف الدرس الأنثروبولوجي أن الأساطير والقصص هي الأدوات التي يتحدث بها المخيال المجتمعي عن رموزه التأسيسية ويكوّن من خلالها ذاته
-
العرب وجهة نظر يابانية
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، كنت في عامي الخامس، ولقد رأيت اليابان مهزومة وعشت مع أسرتي نواجه مصيرنا بلا أي عون. كنا لا نملك شيئاً أمام الجوع والحرمان وظروف الطقس وغيرها. ولقد رافقت عملية إعادة البناء، كنت أعيش مع عائلتي في طوكيو وطوكيو هدمت بالكامل حياً حياً شارعاً شارعاً. في الأيام الأخيرة من الحرب. عرفت هذا كله وعرفت أيضاً نتائج مسيرة تصحيح الأخطاء وأنا نفسي استمتعت بثمار النهوض الاقتصادي الياباني. بعدئذ سافرت إلى البلدان العربية وكانت قد تجاوزت الثلاثين من عمري ورأيت وقرأت وتحدثت إلى الناس في كل مكان نزلت فيه. لقد عانيت بنفسي غياب العدالة الاجتماعية وتهميش المواطن وإذلاله وانتشار القمع بشكل لا يليق بالإنسان وغياب أنواع الحرية كحرية الرأي والمعتقد والسوك وغيرها. كما غرفت عن قرب كيف تضحي المجتمع بالأفراد الموهوبين والأفراد المخلصين.
-
العشيرة والدولة في بلاد المسلمين
يجمع هذا الكتاب نخبة من أهم الباحثين والمتخصصين الأكاديميين، ويتوخى من خلالهم فحص وتفكيك ما نعنيه اليوم بالعشيرة/القبيلة، وبلورة موضوعات أساسية مس… تخلصة من أعمالهم الميدانية الطويلة، منها: آليات عشرنة/قبلنة قسم من مجتمعاتنا المحلية؛ ميل الناس أو حصرهم أو تشجيعهم على إعادة تجميع أنفسهم في وحدات محلية كالعشيرة (فعلية كانت أم متخيلة)؛ المصالح الفردية والجماعية التي تربط بين الأفراد ويعاد إنتاجها من خلال المنظومة العشائرية/القبلية المستحدثة؛ معنى الانبعاث الراهن للعشيرة/القبيلة في لحظة طغيان خطاب العولمة؛ علاقة الحركات الإسلامية الراديكالية بالعشائر/القبائل، وغيرها من الأسئلة التي تشغل باحثين كثرًا، وراسمي السياسات المحلية والدولية، والجيوش الوطنية أو الغازية، وحتى الشركات الاقتصادية العابرة للحدود، والمراجع الدينية… طوال التاريخ المعاصر للمجتمعات العربية والإسلامية، لم يحتج العالِم أو الباحث في السياسة والأنثروبولوجيا إلى البحث والدراسة لتوضيح خياراته الكبرى، كما يحتاج إليهما اليوم. ودور العشائر/القبائل المتجدد أو المتخيَّل هو أحد الموضوعات التي لم تخضع بعد لتفكيك علمي صارم. هذا ما يحاول أن يقوم به هذا العمل المشترك.
-
العصبيات وآفاتها ؛ هدر الأوطان واستلاب الإنسان
يكشف هذا الكتاب «العصبيات وآفاتها هدر الأوطان واستلاب الإنسان» الصادر حديثًا عن المركز الثقافي العربي بيروت لمؤلفه الدكتور مصطفى حجازي المستور والمسكوت عنه في جل الدراسات التي تناولت واقع مجتمعاتنا، وتتمثل فرضيتها الأساسية في أن البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ظلت على امتداد التاريخ العربي محكومة منذ تسعة قرون بثلاثية بنية العصبيات والفكر الأصولي والاستبداد، ويرى المؤلف أن هذه الثلاثية مغروسة بعمق في البنى الاجتماعية، وترسخ في اللاوعي الثقافي الجمعي منذ تسعة قرون، منذ بدايات عصر انحطاط الحضارة العربية الإسلامية. جدير بالذكر أن هذا العمل القيم والمهم في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ المنطقة العربية يعد امتدادًا لعملين سابقين للمؤلف هما: سيكولوجية الإنسان المقهور، وسيكولوجية الإنسان المهدور، وهو يقدم إجابة فكرية تحليلية لأسباب إخفاق عمليات التغيير وبناء الديموقراطية في العالم العربي
-
العقد الاجتماعي
أريد البحث عن إمكان وجود قاعدة إدارية شرعية صحيحة في النظام المدني عند النظر إلى الناس كما هم عليه، وإلى القوانين كما يُمكن أن تكون عليه، وسأحاول أن أمزج دائماً بين ما يبيحه الحقّ وما تأمر به المصلحة، وذلك حتى لا يُفصَل بين العدل والمنفعة أبداً. » (روسّو- العقد الاجتماعي) ما هو العقد الاجتماعي ما هي واجباتنا تجاهه؟ أليست الإرادة الجماعية معرّضة للخطأ؟ ما هي حدود سيادة السلطة؟ كيف يؤدي الإخلال بالعقد الاجتماعي إلى موت معنى « الوطن »؟ كيف نحاصر تجاوزات الحكم؟ عن هذه الأسئلة وغيرها يجيب الفيلسوف الفرنسي الكبير جان جاك روسو محاولا أن يستكشف مفاهيم مثل « المجتمع المدني »، و »السيادة الإنسانية » و »الحكومة الفعّالة »، و »القانون »، و »الدستور »، و »الدولة »، وكلها ما زالت رهن الجدل اليوم عندما فكرنا بإعادة طبع « العقد الاجتماعي »، كان ذلك تجاوبا مع اللحظة التاريخية التي تمر بها بلادنا العربية والتي نحاول فيها استعادة إرادتنا الجماعية، إرادة جماعية تبحث عن الاتفاق وتحترم الاختلاف، فتحمي نفسها من الاستبداد ونظرًا للاهتمام الذي أبداه القرّاء بهذا الكتاب، فإن دار التنوير تقدم الطبعة الثانية بإضافة هوامش تساعد القارىء على فهم وتوضيح أفكار رئيسية في هذا الكتاب الذي ظهر في العام 1762. كما أضفنا مقالتين وعدد من الرسائل والتعليقات والانتقادات لهيوم وكانط وفولتير وآدم سميث وبرودون وتولستوي وكازانوفا وغيرهم، اخترناها لمزيد من توضيح نصّ أثار، ولا يزال يثير، الكثير من النقاشات والمديح والانتقادات، وترك تأثيره الكبير سواء في الثورة الفرنسية التي كانت أفكار روسّو عاملًا مؤثّرًا فيها، أو في الفلسفة والفكر السياسي والاجتماعي بعده
-
العقل والدين
يس هناك من شك في أن اليقين والأدلة الموضوعية مُثُل عُليا طيبة، ولكن على أي ضوء وفي أي مكان خيالي نجدها؟ لذلك ارتضيت، فيما يتعلق بنظرية المعرفة، المذهب التجريبي، وآمنت بنظرية عملية، وهي أنه يجب علينا أن نسير في تجاربنا ونمضي في تفكيرنا حول هذه التجارب، لأن أفكارنا وآراءنا لا تتطور وتتدرج نحو الكمال إلا بهذا السبيل، ولكن أن تصر على أن نظرية من تلك النظريات -أي نظرية كانت- حق لا يقبل الإبطال أو الشك، فذلك، على ما أعتقد، خطأ عظيم؛ وإني أعتقد أن تاريخ الفلسفة يناصرني في هذا الرأي. فليس هناك من اليقين الذي لا يعتريه الشك إلا حقيقة واحدة، وهي تلك الحقيقة التي لم تقدر فلسفة الشك نفسها أن تهدمها؛ ألا وهي وجود ظاهرة الشعور