سنرى في البداية كيف أن التساؤل والتفكير الفلسفي مفيدان للفكر، يُشجِّعان فينا اقتناء مكان للحرية، بالابتعاد عن الظنون التي يحرِّكها المجتمع وأحكامنا المسبقة. هل يمكن إذاً تعريف فعل التَّفلسف على أنه محاولة في التساؤل حول المعرفة في مواجهة الجهل؟ هل يمكن للفلسفة أن تُسْهم في المصالحة بيننا وبين الغير والعالم المعاصر؟يبدو أن التَّفلسف يتواقت مع فعل التساؤل. كان ميلاد الفلسفة يتميَّز بالفعل بالدهشة عند اليونان. لم تكن دهشة ساذجة ومغفَّلة، بل كانت دهشة حَدْسية تُشجِّع على الفضول الفكري وعلى التفكير والتأمُّل. كان الأمر يتعلَّق بالتساؤل حول الظواهر، والعمل على فهمها. إذا كانت الفلسفة ترتبط منذ البداية، في العصر القديم، بالشعائر وبالأسطورة، ومن ثمَّ بنوعٍ من الاعتقاد، فإنها انفكَّت عن ذلك. تحرَّرت من التصوُّر الشعبي للكون. غير أن سؤال أصل العالم كان حاضراً بقوَّة. لأن في المرَّة التي وجد فيها البشر أنفسهم «ملقون» (jetés) في العالم، فإنهم تساءلوا ولا يزالوا يتساءلون بإصرار عن المكان الذي أتوا منه، ولماذا ثمَّة كائن.
-
لغة الإسلام السياسي
لغة الإسلام السياسي بقلم بانارد لويس … قدم برنارد لويس في بحثه «لغة الإسلام السياسي» تجربة متقدمة في حقل الدراسات الإسلامية. وهي تجربة قلما سلك مسلكها باحثون عرب ومستشرقون آخرون. إنها تجربة البحث عن بنية النص الإسلامي وآلياته واحتمالاته ومساراته في «لغته».
-
-
لماذا السياسي ؟ : مستقبل المواطنة
يُعدُّ هذا الكتاب الجزء الخامس من سلسلة «الفلسفة المفتوحة على الجميع» المخصَّص للفلسفة السياسية مع فارق أساس بين السياسة كبرامج ومؤسسات والسياسي كتفكير في البنية الأساسية للفعل السياسي من تشريع وحكم. يمكن القول بأنَّ الفارق بينهما هو كالفارق بين الثابت والمتحوّل، بين أنظمة ومؤسسات، وبين سلوكيات وممارسات. تُقدِّم لورانس فانين-فيرنا مبحثًا من أهم مباحث الفلسفة السياسية الذي يناقش الأساس الذي بُني عليه العنصر السياسي، والإنسان بوصفه حيوانًا متمدّنًا، أي كائنًا سياسيًا، وبنية الدولة والأطر التي شُيّدت عليها مثل السلطة والسيادة والمصلحة والعقد، وأخيرًا أشكال الحكم التي تجلَّت في نمط الدولة المعاصرة مثل الديمقراطية والحكم المطلق، والأشكال المذهبية التي نظَّرت لها مثل الذرائعية والليبرالية والماركسية وغيرها من المذاهب الفلسفية التي تحمل شقًّا سياسيًا بناءً على الثالوث الفلسفي: المعرفة، والوجود، والسياسة/الأخلاق. ثم تناقش لورانس فانين-فيرنا القيم السياسية التي تتمتَّع باستقلالية عن مراكز القرار مثل المواطنة والمقاومة، وتسعى لغاية معيَّنة هي الأمن العمومي والسلم المدني والحماية الدولية. تنخرط هذه المحاولة في رؤية فلسفية حول ما يمكن أن تكون عليه السياسة، بما أنَّ السياسة هي علم الإمكان. وهذا الإمكان هو السياسي نفسه، أي نمط التفكير في الأفعال والبنيات والممارسات داخل وحدة جامعة بمسمَّيات مختلفة: الأمة، الدولة، المجتمع…
-
-
لماذا نعيش ؟
بعد مرحلة من التعرّض للاتهامات والأذى بسبب آرائه وكتاباته، بلغ الأذى حدّ طرده من عمله في أصعب الظروف.
ومع أنه استعاد وظيفته بعد أن تحوّل طرده إلى قضية رأي عام… كان لا بدّ لتلك المرحلة الصعبة عليه وعلى عائلته أن تجعله يتأمّل فلسفة العيش، فوقف سعيد ناشيد أمام السؤال: لماذا نعيش؟
وكان هذا الكتاب الذي يهديه إلى “الخاسرين الذين أضاعوا الوقت في التأمل، فتأخّروا في الطريق، ثم فاتهم القطار…”.
“أنا واحد منهم، أجلس في محطة الانتظار من دون أن أنتظر أي شيء”.
نحن لا نعبرُ الحياة بل إنّ الحياة هي التي تعبُرنا، فالحياة ليست ممرّاً أو معبَرَاً بل طاقة كونية كامنة في كل الأشياء، تمتلك إرادتها التي تعلو على كل الإرادات، لكن تجلياتها تختلف من شيء لآخر، من نوع لآخر، ومن شخص لآخر…
كيف إذاً يستطيع المرء أن يجعل العبور جيِّداً؟
قد يظنّ المرء أنّ عيش الحياة يكمن في أن يجتهد للحصول على مركز يمنحه القوّة والسيطرة، أو على المال الذي يمكن أن يوفّر له شروط حياة مادية مريحة، أو غير ذلك… وهذا يكفيه عن التأمّل والبحث عن معنًى للحياة.
لكن كيف يستغني المرء عن المعنى حين يقع فريسة المرض والألم، أو الملل والضجر، أو عند فقدان الأحبة أو انقضاء الشباب أو مواجهة الموت… وما أثقل هذا؟
-
لماذا نكفّر؟ ابن عربي من عنف الأسماء إلى نفس الرحمن
لديري يدرك المحنة التي يعيشها المسلم اليوم، وكيف صار العنف والقتل لغة يتداولها كثير من أبناء الإسلام الذين سقطوا في شراك الرؤية السلفية للتوحيد وسجنت سلوكهم الفتاوي المشتقة من تلك الرؤية، فضاع في ضجيج تلك الرؤية صوت السلام والحق والعدل والإحسان والرحمة في القرآن. وكأن الإسلام لا يعرف أن يتحدث لغة أخرى غير العنف والقتل والموت. حرص الكاتب أن يدلنا على الكنز المنسي للغة أخرى للإسلام يجهلها أكثر الشباب المسلم.
قرأتُ كتاب الديري بشغف، وأمتعتني قراءته، ولا أشك في أني تعلمت منه مثلما تعلمت قبله من كتابات مماثلة. فالأثر الجميل الذي أطالعه أعيش معه أحيانًا وكأني أتذوق مائدة شهية بعد جوع شديد وجدته يعيد قراءة تصوص الشيخ محيي الدين في سياق مختلف. وكأننا معًا نفكر بطريقة مقاربة. فأنا أيضًا منذ ثلاثين عامًا ضقتُ بـ “تحجير” اللاهوت الصراطي للرحمة الإلهية، لذلك عملت على إعادة قراءة بعض نصوص التصوف الفلسفي، وفي مقدمتها أعمال ابن عربي. -
لماذا يفشل الإسلاميون سياسيا ؟ عن الحملة الجديدة على الإسلام السياسي والتدين
يمثّل هذا الكتاب محاولة من الكاتب لوضع اليد على معضلة بالغة الأهمية في سيرة الحركات الإسلامية بمختلف تصنيفاتها، وهي تلك المتعلقة بالوعي السياسي؛ كثقافة من حيث المبدأ وكسلوك وممارسة كذلك، ويؤشر على ما أنتجه ذلك من خسائر يمكن أن تتواصل إذا لم تُعِد تلك القوى والحركات النظر في منظومة الوعي السياسي لقادتها وكوادرها، والتي تبدأ من قراءة السيرة النبوية بطريقة جديدة لا تحشرها فقط في إطار الغيبيات، بل تتعامل مع شقها الأهم كنشاط إنساني غاية في الإبداع، إضافة إلى مقترحات أخرى تتعلق ببناء حالة الوعي الضرورية لتجنب العثرات والخسائر.
في ذات الإطار يقرأ الكاتب نماذج من الأخطاء السياسية التي وقعت فيها القوى الإسلامية، وما ترتب عليها من خسائر، وكلها ذات صلة بقلة الوعي السياسي، وفهم موازين القوى ودقة تقدير الموقف السياسي، إلى جانب الدولة الحديثة وطبيعة تكوينها وآليات فعلها.
الكتاب يحمل رؤية جديدة لم يسبق أن طُرحت بهذا المستوى من الوضوح والصراحة من قبل، ومن المتوقع أن يثير الكثير من الجدل في الأوساط المعنية بظاهرة “الإسلام السياسي”، بخاصة المؤيدون.
-
ليطمئن عقلي
ليطمئن عقلي بقلم أحمد خيري العمري … هذا الكتاب هو ظاهرة “الألحاد الجديد” التي اجتاحت الكثير من الشباب في العقد الأخير.. وعن فهم جديد للايمان يمكنه أن يتصدي لأسباب هذا الإلحاد…
-
مأزق الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
بعد سنوات على الثورات العربيّة، تدهور الوضع الاجتماعيّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اتّسعت حالات فقدان الأمان السياسيّ والاقتصاديّ والشخصيّ، بينما انخفضت مداخيل النفط وتهاوت عائدات السياحة. على خلفيّة تصاعد الصّراعات المسلّحة وتفكيك هيكليّات الدولة، أُجبر كثيرون على ترك ديارهم، الأمر الذي ولّد الملايين من المشرّدين داخليّاً واللاجئين. غالباً ما يكون الشباب هم الأكثر تضرّراً نتيجة الاضطرابات. فكيف يتعاملون مع تلك الشكوك المستمرّة، وما الذي يدفعهم إلى السعي لتحقيق أحلامهم الخاصّة رغم تلك الصعوبات؟في هذا الكتاب الذي يشكّل مرجعاً مهمّاً، قام فريق دوليّ من الباحثين بمسحٍ شملَ 9 آلاف شخص، تتراوح أعمارهم بين ستّ عشرة وثلاثين سنة من: البحرين، ومصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، وتونس، واليمن. نتج عن ذلك دراسة متعمّقة لوضع الشباب هي الأكثر شموليّة حتى اليوم. ونظراً إلى سرعة تطوّر الأحداث، كانت النتائج غير متوقّعة في حالات كثيرة.