-
مرجع أكسفورد في علم الدين الإدراكي
لماذا يميل الناس إلى التدين؟ ولماذا تنتشر الأديان في أنحاء العالم وعلى مر التاريخ؟ ولماذا تتخذ الأعمال الدينية أشكالا متشابهة كتقديم القرابين ودفن الموتى بشعائر خاصة؟ وما الذي يجعل بعض المعتقدات والأعمال الدينية أكثر شيوعا من غيرها؟ وما الذي يجعل أنواعًا مماثلة من المفاهيم الإلهية تتكرر بانتظام في ثقافات مختلفة؟ ولماذا يعتقد الناس بوجود فاعلين خارقين للطبيعة مع عدم رؤيتهم لهم صراحةً؟ وما تأثير الأعمال الدينية على المتدينين؟ ولماذا تروج الأديان لأنواع مشابهة من الأخلاق، وتسمح بالعدوان أحيانًا على المخالفين؟ ولماذا تسعى المنظمات الدينية إلى ضبط السلوك الجنسي ووضعه تحت السيطرة؟ هذه بعض الأسئلة التي يشتغل بها علم الدين الإدراكي والتي تناولها هذا السفر الجامع الفريد. وعلم الدين الإدراكي علم تجريبي تتقاطع فيه فنون متعددة كالأنثروبولوجيا وعلم النفس التجريبي وعلوم الحاسبات وعلم التطور والفلسفة وعلم الأعصاب، وموضوعه الظواهر الدينية المنتشرة عالميًا وتاريخيًا كالاعتقاد بوجود الأرواح والأشباح والآلهة والحياة الآخرة وما يرتبط بذلك من أعمال كالعبادات والشعائر، وغايته تعليل هذه الظواهر بالرجوع إلى كيفية عمل الإدراك البشري، ولا يستقيم ذلك إلا بافتراض أن للعقول البشرية خصائص معينة يتأتى بها إدراك بعض المفاهيم والتفكير فيها دون بعض، فالعقل البشري لا يعالج أصناف المعلومات على السواء، بل يتخصص في معالجة أصناف معينة من المعلومات المتوافرة في البيئات والسياقات البشرية، وكما أن بعض الأفكار أيسر على العقل البشري في معالجتها من بعض فكذلك بعض الأفكار أيسر في تبليغها وتداولها من بعض، ولا تُكتب النجاة إلا للأفكار التي هي أيسر في المعاجلة والنقل والتبليغ، فتترسخ وتتفشى في المجتمعات، وتتحول إلى أفكار ثقافية يجتمع عليها الناس، ومن هذه الأفكار، الأفكار الدينية المنتشرة في أنحاء العالم وعلى مر الأحقاب. وفي هذا المرجع جمع وتلخيص لأوثق وأهم ما تم إنجازه من أبحاث ودارسات تجريبية ونظرية في علم الدين الإدراكي على مدار العقود الثلاثة الماضية، وقد أراد محرره جَستن بارت أن يكون مرجعًا جامعًا صالحًا للعشرين سنة القادمة، فجاءت فصوله زاخرة بما لا حصر له من الكتب والأوراق العلمية التي صنفت في مواضيع شتى من هذا الفن، وبذلك يكون هذا المرجع أهم ما كتب في علم الدين الإدراكي حتى الآن.
-
-
-
-
-
-
-
-
مزاولة المستحيل؟ أمن الفرد والدولة والعالم
لأمن هو المسألة الرئيسة في الوجود، والمقولة الرئيسة في السياسة والعمران البشري. وهذا يفسر كيف أن الأمن يمثل الهاجسَ الرئيس في العالم، ولا أدلّ على ذلك أكثر من شيوع مقولاته ومسمياته في أكثر جوانب الحياة المعاصرة. ما الأمن، وكيف يمكننا أن نستوعب مفاهيم الأمن، وأي معان ودلالات له اليوم، وأي أطر معرفية ومفاهيمية لمقاربته، على مستوى الفرد والدولة والعالم، ولماذا يثابر الإنسان على مطمح الأمن، على الرغم من يقينه أن ذلك أشبه بـ“مزاولة المستحيل”؟ ما التحولات التي طرأت على مفاهيم الأمن في عالم ما بعد الحداثة، وتأثير ثورة المعلومات والثورة التقنية والمعرفية التي طالت كل شيء تقريباً في العالم اليوم: الفرد، والمجتمع، والدولة، والاقتصاد، والسياسة، والقيم، والبيئة. ينطلق الكتاب من مرجعية معرفية في المقام الأول، ويحاول تجاوز, أو توسيع المقاربات الحاكمة لدراسات الأمن، بتوسل مفاهيم ومرجعيات من الفلسفة والابستمولوجيا، وعلوم الاجتماع والنفس والسياسة، ودراسات الدولة، والتحليل الثقافي، والدراسات الأمنية، ودراسات التنمية وغيرها