-
الحب عند أوغسطين
كن محبا وافعل ما شئت، وإذا التزمت الصمت فافعل ذلك في دافع الحب، وإذا صرخت فافعل بدافع الحب، وإذا امتنعت عن العقاب فافعل ذلك بدافع الحب.” – أوغسطين
اختارت حنه آرنت رغم شغفها بالفلسفة الإغريقية أن تنكب في أطروحتها على مفهوم الحب لدى أب الكنيسة المسيحية الغربية وكيف أن هذا الحب المعتمد أساسا على الرغبة الجسدية من الواجب أن يتحول إلى حب روحاني، مكرسا النفس للإله فقط، لأنه الوحيد الدائم والمستدام. ولبلوغ هذه الغاية يجب الركون إلى الإحسان والمنة وتجنب الطمع واللهفة والشهوة. -
الحب والعدوان بين الغريزة والتسامي
كلُّنا يعرف أنَّ العدوان غريزة لدى الحيوان والإنسان، من أجل الدفاع عن النفس، في الأقلّ. ويقول علم النفس البشريّ إنَّ الغرائز العدوانيَّة تشكِّل عنصراً بدائيّاً وأساسيّاً
-
-
الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم
إن المشكلة التي خلفها وراءه الدكتور كمال الصليبي لا تكمن في محتوى نظريته بالدرجة الأولى، بل في المنهج غير التاريخي الذي طبقه على مسألة تاريخية هي غاية الحساسية، ذلك أن المقولات غير المدعمة علمياً تصدر عن مؤرخ مرموق يمكن أن تقود إلى مزالق ومتاهات أكثر مما توصل إلى حقائق تساهم في النهضة التي يشهدها علم التاريخ وعلم الآثار اليوم في هذه المنطقة من العالم. وقد ساعدت هذه المقولات بالفعل بعض المؤلفين المتأثرين بالدكتور الصليبي على تجاهل المنهج التاريخي لصالح التبرير والرؤية الانفعالية والإيديولوجية لأحداث التاريخ.
إن ما يلي من صفحات هذا الكتاب هو علمي هادىء يستند إلى الحقائق التاريخية والآثارية في مقابل المنهج اللغوي والأحادي لكمال الصليبي وهي مقابل المواقف الإنفعالية والإيديولوجية التي يصدر عنها آخرون. ويتوجب عليّ أن ألفت نظر القارىء الكريم، منذ البداية، إلى أن التوكيد على منطقة فلسطين كمسرح للحدث التوراتي لا يتضمن الإقرار بتاريخية هذا الحدث، ذلك أن محرري التوراة الذين عكفوا على تدوين أسفاره منذ أواخر القرن السادس قبل الميلاد، كانوا يهدفون إلى التأصيل للديانة اليهودية التي أخذت ملامحها بالتوضح عقب عودة بقية سبي يهوذا من بابل، وابتكار جذور للمعتقد التوراتي تضرب في تاريخ فلسطين القديم.
-
الحدث الجانح ؛ الخصائص والتقويم الشامل ومتطلبات التأهيل ومحاوره
يقدّم هذا الكتاب منظوراً تكاملياً حديثاً لفهم خصائص جنوح الأحداث واحتياجاتهم الرعائية والتأهيلية. وهو منظور يطرح فلسفة في الرعاية تتحوّل من العقاب والوصمة الاجتماعية إلى التأهيل والتمكين واستعادة الاعتبار الإنساني والتصالح مع الذات والأسرة والمجتمع، واكتساب الأهلية الاجتماعية.
يتكوّن هذا العمل من ثلاثة أقسام تتكامل فيما بينها، يعرض أولها لفئات جنوح الأحداث وخصائص كل منها ومدى حاجتها إلى التأهيل والتمكين. ويعرض القسم الثاني لأبعاد عماد التقويم الشامل لوضع الحدث في مشكلاته وإمكاناته وصولاً إلى تكوين الملف الذي يشكّل مرتكز وضع السياسة الرعائية الخاصة به، ويعرض القسم الثالث لأساليب الرعاية وبرامجها التي تعالج المشكلات وتطلق طاقات النماء والانغراس الاجتماعي.
-
الحرب الصليبية الثانية: حرب الغرب المستعرة مجددا ضد الإسلام
يحاول الكتاب الحالي فهم مصادر المشاعر المعادية للإسلام، ويكشف أن ثلاث حروب من الألفية الماضية – الحروب الصليبية، والحرب الباردة، والحرب على الإرهاب – ما زالت مستعرة، وما زالت تهيمن على طريقة تفكير الغرب.
نعم، دارت عجلة التاريخ، أنبعث الإسلام من جديد، ومن جديد أضحى مستهدفاً، اليوم، يتراءى للغرب أنه منخرط في حرب لا هوادة فيها – حرب الخير ضد الشر؛ حرب الدفاع عن مصير الحضارة الغربية ضد الإجتياح الإسلامي ديموغرافياً وثقافياً من الداخل، وضد إقامة الخلافة الإسلامية بالقوة من الخارج؛ حرب يرى أنها، في نهاية المطاف، تحدد ماهية وجوهر الحضارة الغربية في حقبة “ما بعد – بعد – الحرب الباردة”.
-
-
الحركات السلفية في المغرب : بحث أنثروبولوجي سوسيولوجي
يسهم هذا الكتاب / الأطروحة، في مشروع تفكيك الميكانيزمات التي تسمح بتكوين المنحى السلفي في المغرب (1971-2004).
وفي تحديد للمفهوم المركزي، في هذه الدراسة؛ أي مفهوم السلفية، يرى الباحث أن هذا المفهوم يدل على نزعة احتجاجية على التطورات التي طرأت على مستويين من مستويات الدين: العقائدي والتعبدي؛ فعلى المستوى العقائدي، تهتم النزعة السلفية بعملية إعادة تقنين الدين، هادفة إلى الترشيد الميتافيزيقي والأخلاقي للعقائد المعيشة؛ وعلى المستوى التعبدي، تهتم النزعة السلفية بعملية إعادة تقنين الشعائر الدينية، بتوحيد نماذجها، وكلماتها، وإشاراتها، وإجراءاتها، لكي يحافظ الدين على النشاط الشعائري الأصلي في مواجهة البدع المستجدة.
وقد أدرج الباحث فصول كتابه في قسمين، في القسم الأول، درس السلفية باعتبارها أيديولوجية دينية، حيث عمد إلى تفكيك الجهاز الأيديولوجي للخطاب السلفي، وبسط ما يحتويه من رموز ومعانٍ، ثم اكتشاف نوع البراديغم الذي يشكِّل الناظم الداخلي للعقيدة السلفية. وفي القسم الثاني بدا اهتمامه بالمواقف الملموسة للسلفيين المغاربة، وذلك من خلال وصف مكثّف للممارسات التي يكشفها الواقع. كما سعى في هذا القسم إلى تحقيق قيمة إثنوغرافية مضافة، من خلال المعطيات التي نجح في جمعها عن طريق البحث الميداني.
وقد خلص الباحث إلى تسجيل جملة نتائج هامة، من أبرزها: (1) ما شهدته الحركات السلفية، موضوع الدراسة، من موجات انشطارية، أفضت إلى العديد من الاتجاهات، التي يصل الاختلاف بينها إلى حدّ التناقض؛ (2) وأن التيار الغالب، الأكثر انتشاراً بين السلفية المغربية، هو تيار ما يعرف بـِ “السلفية التقليدية” الذي يركّز على قضية تصحيح الاعتقاد، ومسائل العبادات، ويليه تيار “السلفية العلمية” الذي يعتمد إحياء التراث وتحقيقه، وتكوين نخبة علمية سلفي -